Sunday, July 28, 2024

تداعيات عاصفة CrowdStrike: خسائر ضخمة ودروس مستفادة


⛔ شركات التأمين بدأت بحصر الخسائر المالية الناتجة عن عاصفة CrowdStrike، والنتائج كانت غير مشجعة. الشركات الأمريكية الضخمة، المعروفة بشركات Fortune 500، قدرت خسائرها المالية المباشرة بأكثر من 5 مليارات دولار.

✅ هذا التقدير يشمل فقط الشركات الأمريكية الضخمة، ولم يأخذ في الحسبان الشركات المتوسطة والصغيرة أو الشركات غير الأمريكية. إذا أُخذت هذه الشركات في الاعتبار، لكانت الخسائر مضاعفة.

✅ القطاع الصحي الأمريكي كان الأكثر تضررًا، بخسائر بلغت 1.94 مليار دولار. يليه القطاع البنكي بخسائر بلغت 1.15 مليار دولار، ثم قطاع خطوط الطيران بخسائر حوالي 860 مليون دولار. هذه التقديرات لا تشمل الخسائر غير المباشرة مثل أضرار السمعة. والأسوأ من ذلك، من المتوقع أن تغطي شركات التأمين ما بين 10% إلى 20% فقط من هذه الخسائر.

✅ شركة فيتش توقعت زيادة طلبات التعويض لشركات التأمين خلال الأيام القادمة، بما في ذلك تأمين انقطاع الأعمال وتأمين السفر وإلغاء الحجوزات.

⛔ الأسباب النهائية للعاصفة: ✅ شركة CrowdStrike أصدرت اليوم تقريرًا عن الحادثة. وفقًا للتقرير، عادة ما تقوم الشركة بفحص التحديثات قبل نشرها على أجهزة الشركات، ولكن في 19 يوليو، حدث خلل تقني في نظام الفحص.

✅ نظام الفحص كان من المفترض أن يتحقق من كل تحديث قبل نشره، لكن الخلل سمح بتوزيع التحديث رغم عدم سلامته.

✅ الشركة اكتشفت الخلل بعد ساعة ونصف وسحبت التحديث. ومع ذلك، كانت الملايين من الأجهزة قد قامت بالفعل بتنزيل التحديث تلقائيًا. الأجهزة المتضررة كانت تعمل على نظام تشغيل Windows، مما أدى إلى ظهور الشاشة الزرقاء (Blue Screen of Death).

✅ وفقًا لمايكروسوفت، تأثرت حوالي 8.5 مليون جهاز، أي ما يعادل 1% من الأجهزة حول العالم. هذه الفوضى كانت نتيجة لتأثر نسبة صغيرة نسبيًا من الأجهزة.

✅ شركة CrowdStrike أكدت أن نظام الفحص عمل بشكل طبيعي لجميع التحديثات الصادرة هذا العام، ولا يوجد خوف من التحديثات المستقبلية. كما عززت الشركة نظامها بنقاط تحقق إضافية لمنع تكرار المشكلة، وتخطط لنشر التحديثات تدريجيًا في المستقبل بدلاً من نشرها لجميع الأجهزة في وقت واحد، مما يمنح الشركات مزيدًا من السيطرة إذا حدث طارئ ما.

🔶 الخسائر المالية الضخمة من عاصفة CrowdStrike تظهر كيف يمكن لتحديث واحد غير سليم أن يضع العالم بأسره في موقف صعب، وكيف أن العالم تعطل مؤقتًا بسبب خطأ واحد من شركة واحدة.

🔶 شبكة الإنترنت مليئة بنقاط الفشل الفردية (Single Points of Failure) التي تتزايد بشكل مستمر. تسعى الشركات عمومًا إلى التركيز والتجميع لضبط النفقات وتسهيل العمليات وتوظيف الخبرات بكفاءة. ومع ذلك، فإن الوضع الحالي يشير إلى أن عددًا محدودًا من الموردين يسيطرون على الجزء الأكبر من الحصة السوقية، مما يمنحهم قدرة كبيرة على التحكم والسيطرة.

🔶 كل تلك الخسائر نتجت عن خلل واحد في شركة واحدة. فما بالك إذا كان الخلل في شركة أكبر أو في عدة شركات تقنية كبرى في نفس الوقت؟

🔶 عاصفة CrowdStrike ترسل رسالة واضحة حول أهمية تحقيق التوازن المثالي بين الكلفة المالية والضوابط الرقابية المطبقة نسبة إلى المخاطر. ليس من الحكمة تطبيق جميع الضوابط الرقابية وتحمل تكاليفها إذا كانت المخاطر منخفضة، كما أنه ليس من الحكمة تجاهل هذه الضوابط لتوفير الأموال إذا كانت المخاطر عالية. ولعل هذه الموازنة ليست سريعة أو سهلة في بعض الحالات، ولكن أضرار عاصفة CrowdStrike أكبر من أن يتم تجاهلها. 

Thursday, July 11, 2024

التحول الرقمى فى ليبيا


خلال السنتين الماضيتين، شهدت ليبيا العديد من المعارض والنقاشات والحوارات التي تدور حول التحول الرقمي. ومع ذلك، لاحظت أن العديد من أولئك الذين يُطلق عليهم خبراء أو نخبة في هذا المجال ليس لديهم معرفة حقيقية بماهية التحول الرقمي.

التحول الرقمي يشير إلى عملية استخدام التقنيات الرقمية لإنشاء عمليات تجارية جديدة أو تعديل العمليات الحالية، الثقافة، وتجارب العملاء لتلبية متطلبات السوق المتغيرة. هذه العملية تتضمن عدة جوانب رئيسية:

  • دمج التكنولوجيا: تنفيذ التقنيات المتقدمة مثل الحوسبة السحابية، الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء لتحسين العمليات وزيادة الكفاءة.
  • تحسين العمليات: إعادة تصميم العمليات التجارية للاستفادة الكاملة من الأدوات والقدرات الرقمية، مما يؤدي غالبًا إلى الأتمتة وتحسين سير العمل.
  • تجربة العملاء: تحسين التفاعلات وتجارب العملاء من خلال القنوات الرقمية، الخدمات المخصصة، والرؤى المستمدة من البيانات.
  • التغيير الثقافي: تغيير الثقافة التنظيمية لتكون أكثر مرونة، وابتكارًا، واستجابةً للتغيير، وغالبًا ما يتطلب ذلك مهارات جديدة وعقلية تركز على الرقمية أولًا.
  • استخدام البيانات: الاستفادة من تحليلات البيانات للحصول على رؤى، واتخاذ القرارات، وإضافة قيمة، بما في ذلك جمع وتحليل والتصرف بناءً على البيانات في الوقت الفعلي.
  • ابتكار نماذج الأعمال: تطوير نماذج أعمال جديدة تستفيد من الفرص الرقمية مثل خدمات الاشتراك، الأسواق الرقمية، والنظم البيئية القائمة على المنصات.

للأسف، ليبيا تواجه تحديات كبيرة في التحول الرقمي نتيجة عدة عوامل:

  • احتكار الدولة: سيطرة الدولة على العديد من القطاعات الاقتصادية، مما يحد من فرص الابتكار والتنافسية.
  • الفساد: انتشار الفساد يعيق تنفيذ المشاريع الرقمية بنزاهة وكفاءة.
  • شركات غير متخصصة: وجود العديد من الشركات التي تدّعي الخبرة في مجال التحول الرقمي دون أن تكون لديها الكفاءة الفعلية.
  • البنية التحتية: نقص البنية التحتية اللازمة لدعم التقنيات الرقمية المتقدمة.
  • القوانين والتشريعات: غياب أو تأخر تحديث القوانين والتشريعات التي تواكب التطور الرقمي وتدعمه.
  • نقص الكفاءات المؤهلة: عدم توفر القوى العاملة المؤهلة والمدربة على التعامل مع التقنيات الرقمية.
  • مقاومة الدولة للتحول الرقمي: عدم رغبة الدولة في التحول الرقمي بسبب الفساد المستفاد من الوضع الراهن.
  • عدم دخول الشركات الأمريكية: عدم وجود استثمارات من الشركات الأمريكية التي يمكن أن تجلب الخبرة والتقنيات المتقدمة لدعم التحول الرقمي في البلاد.
  • محاربة شركات القطاع الخاص: محاربة شركات القطاع الخاص التي ليست جزءًا من منظومة الفساد، مما يعيق قدرتها على العمل والتطوير والمساهمة في التحول الرقمي.

التحول الرقمي لا يتعلق فقط بالتكنولوجيا، بل يتعلق بإعادة التفكير في كيفية تشغيل المنظمات وتقديم القيمة للعملاء. يتطلب استراتيجية شاملة تتماشى مع الاستثمارات التكنولوجية والأهداف التجارية واحتياجات العملاء.